جابت مسيرات أنصار الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، شوارع رئيسية بالقاهرة وعدة محافظات، في جمعة "كشف الحساب"، والتي تهدف إلى إسقاط ما يصفونه بـ"الانقلاب العسكري" بعد مرور أكثر من مائة يوم على عزل مرسي.
واليوم هو الـ 113 وبداية الأسبوع الـ 17 منذ بدء الاحتجاجات المؤيدة لمرسي في 28 يونيو الماضي، واليوم 108 منذ الاحتجاجات الرافضة لعزله في 3 يوليو/تموز الماضي.
وتأتي هذه المسيرات استجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، المسؤول عن تنظيم المظاهرات والاعتصامات الداعمة لمرسي، والذي قال في بيان له إن مظاهرات اليوم تحت عنوان "جمعة كشف الحساب"، وتأتي بمناسبة مرور أكثر من مائة يوم على ما وصفه بـ"الانقلاب".
وتعد هذه الجمعة الثانية التي تحمل نفس الاسم للمرة الثانية على التوالي.
ومن المتوقع أن يكون اليوم، الذي شهد "عودة قوية" للمسيرات من حيث العدد، وفق مراسلي الأناضول وشهود عيان، بداية تصعيد جديد في الاحتجاجات بعد فترة من الهدوء النسبي خلال أجازة عيد الأضحى.
واشتركت المسيرات في ترديد الهتافات الرافضة لـ"الانقلاب"، ومن بينها: "يسقط يسقط حكم العسكر"، و"الانقلاب هو الإرهاب"، و"حسبي الله ونعم الوكيل"، و"اقتل واحد اقتل مية (مائة).. مصر هتفضل (ستظل) إسلامية".
كما رفعت أعلام مصر وشعارات "رابعة"، وصور مرسي وضحايا المواجهات التي تقع أثناء بعض المظاهرات.
وفي القاهرة خرجت مسيرة في مدينة نصر، شرقا، باتجاه منطقة رابعة العدوية حيث كان أنصار مرسي يعتصمون هناك لنحو 48 يوما قبل أن تقوم قوات الأمن والجيش بفض الاعتصام بالقوة في 14 أغسطس/آب الماضي.
وتجمع عدد من المتظاهرين أمام قصر القبة الرئاسي، وكتبوا على الجدران والأرصفة المحيطة بالقصر "السياسة مش للجيش"، وعبارات أخرى مناهضة لوزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي، واعتلى البعض البوابة الرئيسية للقصر، ورددوا الأغاني الحماسية.
وقصر القبة من أكبر وأقدم القصور الرئاسية المصرية، وحاليا يُستخدم كمقر لنزول الضيوف الأجانب من رؤساء ومسؤولين، في حين يقطن رئيس الجمهورية ويباشر عمله من قصر "الاتحادية"، شرقي العاصمة.
وفي حي المعادي، جنوبي القاهرة، تم إغراق شارع رئيسي تخرج فيه تظاهرات مرسي بالمياه، وهو ما فسره أنصار مرسي بأنه أمر مقصود لمنع التظاهرة.
كما خرجت مسيرات لمؤيدي مرسي عقب صلاة الجمعة مباشرة في عدة مناطق بمحافظة الجيزة، غرب القاهرة، وقام مجهولون بإطلاق أعيرة الخرطوش، وبعض طلقات الرصاص الحي في الهواء على إحدى المسيرات بمنطقة فيصل، باتجاه المتظاهرين، وقام المتظاهرون بمحاصرة المباني لوقف اعتداء المجهولين عليهم، ولم يتم التبليغ عن إصابات.
وواصلت المسيرة طريقها باتجاه ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، حيث كان يعتصم مؤيدون مرسي لمدة أكثر من 40 يوما قبل فض اعتصامهم بالقوة في أغسطس، غير أن المسيرة غيرت اتجاهها إلى ميدان الجيزة دون أسباب واضحة.
وخرجت مسيرات أيضا في محافظات القليوبية والشرقية والغربية بدلتا النيل، شمالا، والإسكندرية الساحلية، شمالي البلاد، والسويس، شمال شرق، وبني سويف والمنيا، وسط، وأسيوط وقنا، جنوب.
وشهدت محافظة الشرقية اشتباكات محدودة بالحجارة بين مؤيدي ومعارضي مرسي بمدينة الزقازيق، ما أسفر عن إصابة بشخصين بإصابات خفيفة، بحسب مصادر أمنية وشهود عيان.
فيما أوضح شهود عيان إن قوات الأمن فرقت مظاهرتين بالقوة في منطقتي "سيدي بشر" و"العوايد" شرقي الإسكندرية.
من ناحية أخرى، يشهد محيط ميدان التحرير، وسط القاهرة، تشديدات أمنية تحسبا لمحاولة المتظاهرين دخول الميدان الذي لم يعلن "التحالف" المؤيد لمرسي التوجه إليه اليوم.
وشهد ميدان التحرير محاولة من المتظاهرين لدخوله في يوم 6 أكتوبر الجاري، غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك وسقط خلالها في مواجهات مع قوات الأمن عشرات القتلى.
كما شددت الأجهزة الأمنية من إجراءاتها بمحيط قصر الاتحادية الرئاسي، شرقي القاهرة، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، حيث أغلقت الشوارع المؤدية إلى القصر بمدرعات للجيش والأسلاك الشائكة؛ تحسباً لوصول مسيرات أنصار مرسي، بحسب شهود عيان.
وتتوجه مسيرات في بعض الأيام نحو قصر الاتحادية، غير أن قوات الأمن دائما ما تتمكن من منعها من الوصول إليه.
تعليقات: (0) إضافة تعليق